
بعد هروبٍ طويل اصطادتني كورونا على حين غفلة، فجلستُ منعزلاً في مكتبي المتواضع، مواجهاً التلفاز والباب الزجاجي المعتم، أناظرهما كلما رفعتُ رأسي عن هاتفي المتحرك، أو كلما استشعرت بمرور أحدهم، إلا هذه المرة فالطفلة الواقفة خلف الباب أبت المرور، وبدأت تناجيني بصوتٍ خافت حزين، لا يكاد يخترق الزجاج، وحتى أستوعب فحوى مناجاتها لي هرعتُ إلى الباب، ملزقاً أذني نحوها، فإذا بها تقول : “بابا انت بخير” ؟ ، انها الابنة يا سادة ساحرة أبيها والمسحورة به، ومهما أبدعنا في وصف هذه العلاقة فلن نوفيها، لأن طلاسمها كثيرة ومتشعبة ومعقدة، فهي قصة عشق وحب نعم عشق وحب، ومن التي لا تعشق أباها وتتخيله أجمل الرجال وأقواهم وأنزههم، كيف لا ؟ وهو مصدر أمانها واطمئنانها والحضن الذي يستوعب كل أحزانها، ومن من الآباء لا يهيم غراماً بتلك العفوية والبراءة الممزوجة بكثير من الدلع والدلال، والغنية في أغلب أحيانها بالطرفة والانبساط والانشراح، هو وهي علاقة خاصة أزلية فيها الكثير من المشاعر الصادقة النقية، وأعتقد أن لكلٍ منا سواءاً الاباء أو البنات قصةٌ خاصةٌ في هذه الحالة العاطفية !! ولكم التعليق :
كل فتاة بأبيها معجبه… علاقة خاصة فعلا تفسيرها بينكما فقط ، فالبنات مصدر فرح حقيقي للأب، و الأب السند الذي ليس بعده سند لابنته. ادام الله حبكما و انبتها نباتاً حسناً