كتبتُ هذه الورقة بعد رحيل ذلك الوقور ذو الوجه المضيء … وكأن نوراً سماوياً قد ارتسم على محياه … وسكينةً ايمانية قد سيطرت على جوارحه …وقلباََ معلقاً بالصلاة قد سكن صدره … فقد عُرف خليلاً للمحراب … في ذلك المسجد العتيق …… فكان دأبه أن ينسل من المجالس … إلى مقامه أمام المصلين … ومما لا يغيب عن مخيلتي رحلة العُمرة التي كان يقود ركب الأهل فيها … في شوقٍ ولهفةٍ نلحظهما على كل جوارحه، وابتسامات روحٍ لم تفلح مشقة الطريق من كتمانها، ظل على حاله حتى شاخ … فسلم الإمامة لغيره … إلا أنه لم ينفصل عن تعلقه والتزامه بركن المسجد الذي اعتاد الجلوس فيه … حتى خُيل إلي في يوم رحيله من الدنيا … وكأن هذا الركن يئن ويبكي صاحبه …
