لا أوافق على التعميم المقصود في مقولة “الأقارب عقارب”، وكأنهم يشملون كل قريبٍ في هذه التهمة، وأفضل استبدالها بمقولة “عقارب الأقارب” لما فيها من تخصيص، فكم عقرباً مندساً بيننا، ينفث سمومه كلما تعكرت العلاقات وبدأت المشاحنات، فلا يتردد في إظهار كرهه المكنون، وإشهار حقده الدفين، فيصبح رأساً لتلك الحربة التي تطعننا، وسبباً لقطيعة قد تمتد لفترةٍ ليست بالقصيرة، ولا مجال عندي لتبرير فعلته وإن أحسنتُ الظن حد التعامي، وسيبقى شره هاجساً يؤرقني كلما مرت بنا سحابة سوداء، فللأقرباء حقوق وواجبات وعلى الكل المحافظة عليها كي تستمر العلاقات بقوتها ومتانتها، وإلا فكل منعطفٍ نتخاصم فيه هو منحدرٌ لثوابتنا وقيمنا وأخلاقياتنا، وعلى العقلاء التدخل في هذه المعارك فهم الدرع الأخير لتقريب وجهات النظر وبالتالي اجتناب تلك الفجوة البغيضة فالبقاء على ما تبقى من حب وود قبل بلوغ ذلك السُم حداً مميتاً …
