هو الشموخ الذي يجعلك كالجبل أمام عواصف الحياة ومتغيراتها … وتلك القوة التي تستمدها عندما تواجه من يحاول استصغارك … وهي تلك الأسلاك الشائكة التي نصبتها حولك كي تمنع المتطفلين الاقتراب من خصوصياتك … بل هي نارك المشتعلة على الدوام … تدفء بها نفسك ومن عرف قدرها بينما تحرق نفوساً حكمتها العنصرية والتعالي على غيرهم … فهو كنز وراثي مخبأ في أعماقك ونهر جاري في أوردتك لذا هو الزر المتحكم بعلاقاتك وبوصلة وصولك إلى عزة النفس وكرامتها …
وأُكرِم نفسيَ أن أُضاحِك عابسًا … وأن أَتلقَّى بالمديح مُذَمَّما
وكم نعمةٍ كانت على الحُر نقمةً … وكم مغنمٍ يعتَدُّه الحرُّ مَغرما
وإني لراضٍ عن فتًى متعففٍ … يروح ويغدو ليس يملك درهمًا
يبيتُ يراعِي النجمَ من سوءِ حالِه … ويصبحُ طَلْقا ضاحكا متبسما
ولا يسأل المُثْرين ما بأكفِّهم … ولو ماتَ جُوعا عِفَّةً وتكرُّما
وما كل برقٍ لاحَ لي يستفِزني … ولا كل مَن لاقَيتُ أرضاه مُنْعِما
القصيدة للشاعر : علي بن عبد العزيز القاضي الجرجاني
